Slaati

" العودة الكبرى " .. شعب فلسطين الذي يأبى الموت قبل أن يكون ندا

منذ 8 سنة06614
" العودة الكبرى " .. شعب فلسطين الذي يأبى الموت قبل أن يكون ندا

مشاركة

نرمين سليمان

انتفض جسد تلك العجوز الفلسطينية وانتبه عقلها وقلبها حين سمعت أحفادها يذكرون " العودة " إلى الأرض التي ما نسوها ولا غابت عن بالها يومًا ما.

تحسست المفتاح الكبير المعلق برقبتها أسفل غطاء شعرها. دق قلبها بعنف واختلجت ضرباته وتلاحقت ذكريات لأرض ضائعة، لم تكف يومًا عن سردها للأولاد والأحفاد، وكأنها تريد أن تقول لهم: " لا تنسوها.. النسيان يعني الفناء "

نظرت العجوز إلى الأحفاد الذين يبدو أنهم وعوا ما حرصت على حكيه لهم دومًا، وانفرجت شفتاها عن ابتسامة حنين للبيت المسلوب. ترقبهم بنظراتها وهم يعدون الأعلام والرايات واللافتات، يضعونها في حقائبهم، وكأنهم يحملون وطن فوق ظهورهم.

تعلم الجدة الفلسطينية، أنهم يخرجون إلى المجهول وربما لا تراهم ثانية، ولكنها تعرف أيضًا أن المحاولة شرف، والرضوخ والرضا بالوضع الحالي ذل ومهانة وأن على الفلسطيني " أن لا يموت قبل أن يكون ندًّا " . تعرف المرأة الفلسطينية ذلك وتعيه جيدًا؛ فشجعت الأحفاد في مقاومتهم ونضالهم لاستعادة الحق.

خرج الجميع من كل مكان، والتحقوا بخيام نصبوها على السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة في مسيرة للعودة إلى الأرض؛ مؤكدين أنها لهم وأن محاولاتهم الدائمة خير دليل على الحق الأبدي في أرض فلسطين.

ارتفعت أيديهم بأعلام فلسطين التي رفرفت عاليًا معلنة عن أن هذا مكانها وحدها، ولا يحق لأي راية أخرى أن تُرفع بجانبها، وأن كل ما عداها على هذه الأرض باطل.

تشارك الجميع في الهتاف والتأكيد أن الأرض لهم، وأنهم عائدون. رجال ونساء وأطفال لا يحملون سوى الأعلام بأيديهم والوطن في قلوبهم، ولكن قوبلت شجاعتهم وقوتهم بضعف المحتل الذي كان يربض على الناحية الأخرى من السياج؛ بالدبابات والأسلحة.

حاولت أسلحة الاحتلال أن تسكت صوتهم؛ وعلت أصواتها ولكن هيهات أن تخمد رصاصة صوت يطالب بحقه فالأفكار لا تموت، واشتد الهتاف والتحم الجميع؛ صامدين في وجه محتل لا يعرف سوى لغة النيران والسلب والنهب.

استشهد 15 شابًا فلسطينيًا وأصيب أكثر من 1500 آخرين في ذكرى يوم الأرض، أمس الجمعة، ولكن لم يثنِ ذلك الباقون عن الاستمرار ومواصلة رحلة المقاومة التي ما عرفوا غيرها منذ ولدوا؛ مؤكدين بتحدٍ وإصرار ما قاله غسان كنفاني من قبل: " سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد؛ لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب، وجذور تستعصي على القلع. "

 

 

 

 

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-11-15 at 1.41.09 AM.jpeg
السالمي: أحمد الغامدي وأبو الشامات يستحقان الفرصة بدلًا من مندش ومجرشي .. فيديو
الرياض
منذ 47 دقيقة
0
1444
WhatsApp Image 2025-11-15 at 12.59.04 AM.jpeg
الهزاع:الهلال والاتحاد والأهلي سيدخلون في جو المنافسة مع النصر .. فيديو
الرياض
منذ 52 دقيقة
0
1459
WhatsApp Image 2025-11-14 at 3.34.55 PM.jpeg
الملا: من العقوق تصوير الوالدين كمحتوى ينشر على مواقع التواصل ..فيديو
الرياض
منذ 52 دقيقة
0
1448
WhatsApp Image 2025-11-14 at 6.45.08 PM.jpeg
خلل خطير بفعل التصفح يكشف محادثات ChatGPT عبر جوجل
واشنطن
منذ 52 دقيقة
0
1454
WhatsApp Image 2025-11-15 at 12.30.51 AM.jpeg
كرواتيا تحسم تأهلها إلى كأس العالم 2026
كرواتيا
منذ 2 ساعة
0
1575
إعلان
مساحة إعلانية