Slaati

مشاركة

نمر في حياتنا بالكثير من المواقف السعيدة والمحزنة والمحيرة، وثمار هذه المواقف نراها في حياتنا نكتسب الخبرات والدروس والمواعظ، التي تجعلنا خبراء في كيفية التعامل معها، فالحياة كالشجرة ذات الأغصان اليانعة منها القوي الذي تجلس عليه ومنها الضعيف الذي ينكسر ويحرق للتدفئة والاستنارة (من يحبّ الشّجرة يحبّ أغصانها).

نحب حياتنا لتفرعها وتنوع أحداثها، لأن كل فروع حياتنا من أقدار الله، قال السري بن حسان: " الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين" وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما رأى أحد المبتلين: " يا عدي، إنه من رضي بقضاء الله جرى عليه فكان له أجر، ومن لم يرضى بقضاء الله جرى عليه فحبط عمله".

اقبلها في حياتك من الاحداث والمواقف ولا تتسخط، اقبل كل عوارض الحياة بحكمة مؤمن يعي بأن الاقدار مكتوبه وما نحن إلا أسباب، اقبل كل منغص فبعده السعادة والسرور، اقبل العسر فبعده اليسر، اقبل الهموم فهي الطريق للتقرب الى الله وستزول، اقبل البشر بطبائعهم واسعد بمن يسعدك واصبر على من آذاك، اقبل التأخير في مطالبك فالفرج قريب، اقبل القريب ولا تقطع الرحم، اقبل مهنتك فهي باب رزقك، اقبل المسؤول عنك فهو عونك، اقبل لتقبلها، فما بعد القبول والرضى إلا الفرح والسرور والسعادة والراحة، فإن الرضى بما كتبه الله لك، وهوركن من أركان الإيمان " بالقضاء وبالقدر خيره وشره ".

اقبل كل شي ولا تخجل من أخطائك، ولكن اخجل من تكرار الأخطاء والزلات وترميها إنها من الأقدار.

قال أبو العلاء المعري: لم يسقكم ربكم عن حسن فعلكم .... ولا حماكم غماما سوء أعمال .... وإنما هي أقدار مرتبة ... ما علقت بإساءات وإجمال.

اقبل بنسبك وحسبك قال تعالي "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".

اقبل بمهنتك فهي باب رزقك واجتهد ولا تتكاسل قال تعالى " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فأمشو في مناكبها وكلوا من رزقه"

اقبل بزوجتك فهي شريكة حياتك وأم أبناءك وخير معين لك، فقد نهى نبينا محمد صل الله عليه وسلم في حجة الوداع عن الإساءة لهن وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة فقال " استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله"

اقبلِ بزوجك فهو النور لحياتك وسترك وأب أبناءك، قال نبينا محمد صل الله عليه وسلم " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبوب الجنة شئتِ"

حولق بعينيك بين سطوري، وكن رضياً بما قدر الله، واستسلم لكل ما تجري به الأقدار، فالله سبحانه الفرد الصمد هو من يقذف في قلبك الرضى والتسليم، إن قبلت فكنت أنت الراضي، وإن سخطت فأنت الجازع المتسخط، فجاهد النفس وأفعل الأسباب وأنت واثقاً بعطاء وعون الله عز وجل لك.

يا كحيل العين، لك إرادة القبول والحمد، كما لك إرادة أن تصلي وتصوم وتتصدق، ولك إرادة أن تجزع والسخط كما لكل أن تسرق وأن تظلم وأن تفسق، فالله هو من سيجازيك على عملك الطيب من صلاة وصوم وإحسان وصدقة، وتستحق للعقاب على ما فعلت من السوء من سرقة أو ظلم أو غير ذلك من سائر المعاصي، قال تعالى " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".

الخلاصة: اقبلها وأرض بكل خير وأسعى للاستزادة وجاهد نفسك على كل ضر وضرار، وتعلم وتيقن ان اختيار الله لك، خير من اختيارك لنفسك، وأنه سبحانه أعلم بمصالحك منك، والله وحده هو العالم  بكل شي، القادر على سوقها لمن شاء، والمؤمن يرضى ولا يسخط، فأقبلها.

 

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

7dac3660-f793-4d63-b3cc-2a5522245e02.jpg
جوشوا كينغ جاهز لمواجهة الهلال
الرياض
منذ 24 دقيقة
0
1429
11948b06-0cd4-470b-83db-2d1a8a601cb8.jpg
البكيري: المجد لأسود الأطلسي
الرياض
منذ 36 دقيقة
0
1480
22b1c4a3-50ba-468a-9783-3d6ec4abb436.jpg
موعد ديربي الهلال والنصر في دوري روشن
الرياض
منذ 44 دقيقة
0
1525
51812921-7121-4324-a025-6f8e157ca828.jpg
حمد الصنيع: المنتخب السعودي خالف التوقعات في كأس العرب .. فيديو
الرياض
منذ 45 دقيقة
0
1520
15abafbd-8dba-4c32-9ac2-c7163524d609.jpg
الفيفا يعلن تقاسم الأخضر والإمارات المركز الثالث وجوائز كأس العرب بالتساوي
الدوحة
منذ 45 دقيقة
0
1530
إعلان
مساحة إعلانية