Slaati
خالد سعود الحربي

حين تُصبح المجالس فخًا للغيبة

منذ 6 شهر01445

مشاركة

في زمن التواصل السريع والكلمات المتدفقة بلا توقف، تحوّلت كثير من المجالس إلى مساحة خصبة لغيبة الآخرين، وكأن الحديث عن الناس أصبح عادة اجتماعية لا تستدعي الوقوف أو التأمل. تتبدل المواضيع، لكن الثابت فيها هو التطرق إلى الآخرين، حياتهم، اختياراتهم، وحتى زلاتهم، في غيابهم.

إن الغيبة ليست مجرد زلة لسان أو خفة ظل عابرة، بل هي سلوك مرفوض وقول مُدان شرعًا وأخلاقًا، نهى عنه الإسلام بشدة، حتى شبّه من يقع فيها بمن يأكل لحم أخيه ميتًا. أي بشاعة هذه الصورة؟ وأي نذير أقوى منها؟!

الخطير أن بعض الناس يزينون الغيبة بعبارات منمقة، فيسمونها “صراحة”، أو يغطّونها بثوب “النصح”، أو يبررونها بـ”تنفيس” عن الذات، بينما في الحقيقة هي اعتداء على الكرامات، وإساءة تفتك بالثقة، وتنشر السم في العلاقات.

ليس من المقبول أن تظل المجالس ساحة للهمز واللمز، وأن نشارك فيها بوعي أو بلا وعي، دون أن ننتبه إلى الأثر العميق الذي تتركه كلماتنا في غياب من نتحدث عنهم. ومن الواجب أن نُعيد النظر في طريقة تفاعلنا، فننأى بأنفسنا عن هذه المهلكة، ونتعلم كيف نحافظ على طهارة مجالسنا ونقاء ألسنتنا.

بوسع كل واحد منا أن يكون نقطة تحول في محيطه، بأن يُحسن اختيار المواضيع، ويقود الحديث نحو ما هو نافع ومُلهم: كقصة نجاح، أو عبرة من تجربة، أو حتى نقاش عن فكرة بنّاءة.

المجالس ميدان للتأثير والتواصل، فلنحسن استغلالها، ولنُجعل منها مرآة لأخلاقنا، لا ساحة لمحاسن الغيبة الخادعة

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-12-19 at 4.24.42 PM.jpeg
القبض 4 مواطنين لترويجهم الحشيش بالقصيم والمنطقة الشرقية
القصيم
منذ 17 دقيقة
0
1389
WhatsApp Image 2025-12-19 at 3.55.14 PM (1).jpeg
مالكوم يغيب عن تدريبات الهلال
الرياض
منذ 47 دقيقة
0
1507
WhatsApp Image 2025-12-19 at 3.50.58 PM (1).jpeg
اليامي يشارك في التدريبات الجماعية
الرياض
منذ 51 دقيقة
0
1523
WhatsApp Image 2025-12-19 at 3.16.34 PM (1).jpeg
الربيعي بدلا من بونو قبل لقاء الشارقة
الرياض
منذ 57 دقيقة
0
1563
WhatsApp Image 2025-12-19 at 3.35.06 PM.jpeg
صافرة إماراتية تضبط مواجهة الأهلي و الشرطة العراقي
الرياض
منذ 58 دقيقة
0
1565
إعلان
مساحة إعلانية