المنطق عند ابن خلدون
يعتبر ابن خلدون من كبار المفكرين العرب الذين لهم باع طويل في إثراء المكتبة العربية بطرح فكر ذو صبغة فلسفية وإضافة ثقافية ومازال له تأثير حتى يومنا هذا.
ومن أبرز ما يطرحه ابن خلدون في المنطق هو إضافة علمية من ناحية الاستدلال على دراسة الحجج والإدلة ذات المنطق المعرفي التي تهتم في الاستدلال على المفاهيم الفلسفية والمنطقية وكشف الظواهر التي تظهر في العمران البشري كما يسميه.
أن المفكر العربي عبدالرحمن ابن خلدون له فضل كبير في التراكمية العلمية بدراسة المنطق من خلال الاستدلال المعرفي على بعض الظواهر الظاهرة حيث قادته إلى تأسيس علم العمران البشري الذي سُمي لاحقاً بعلم الاجتماع الذي انطلق بدراسته في الاستدلال المعرفي من خلال الاستقراء والاستنتاج.
لقد ركز ابن خلدون في دراسته على ثلاثة محاور أساسية وهي ( العصبية - والدولة - والاقتصاد) وقد قام ابن خلدون في تأليف مؤلفه الشهير " كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" الذي حمل لاحقاً اسماً مختصراً "بمقدمة ابن خلدون" وقد استفاض ابن خلدون في دراسته على المنطق والاستقراء والاستنتاج معتمداً على الأدلة و الوقائع والاطباع، ففي الفكر العربي مازالت أفكاره متدوالة حتى يوماً هذا برغم من مرور أكثر من ستمائة عام على رحيله وتدرس في الكثير من الجامعات العربية ،،وفي الفكر الغربي أثر ابن خلدون كذلك ، حيث أصبحت دراساته محل اهتمام المفكرين الغربيين وقد ترجمت مقدمته الشهيرة إلى عدة لغات غربية وهذا يعكس مدى قوة ورصانة الدراسات العلمية التي قام بها في اطار المنطق والفلسفة والعمران البشري.
ولهذا لا يمكن لأي أحد أن يمر في تاريخ الفكر العربي ويطوي صفحة ابن خلدون بدون أن يركز في انجازاته العلمية والفلسفية التي تناولت جوانب مهمة في المنطق والفكر ولعل من تطرق في هذا الشأن من المفكرين العرب هو المفكر العراقي الراحل/علي الوردي في كتابه " منطق ابن خلدون" حيث شرح الوردي في كتابه طريقة المنطق عند ابن خلدون من خلال استدلالات فلسفية وفكرية.
ولكن في المقابل هناك بعض المفكرين الذي يعيبون على ابن خلدون ويتهمونه بعدم الحيادية في دراساته ويسببون ذلك بأنه كتبها في زمن كان يحتدم بالصراعات السياسية ، ولكن هذا الانتقاد الذي طرحه بعض المفكرين لا يُخفي الحقيقة الواضحة للعيان بأن ابن خلدون هو مفكر عربي من الطراز الأول وسوف يبقى فكره ودراساته متدوالة حتى النهاية.





