الهوية الوطنية والانتماء
الهوية والانتماء ليست حروفا عاطفية تكتب في سطور أو أغنية نرددها بطرب ونشوة أو بطاقة شخصية عليها شعار الوطن .
الهوية والانتماء هي الولاء والإخلاص والحب والسمع والطاعة والفداء والتضحية والمساهمة في عمل الخير والبناء والحضارة. إنها شيء عظيم تختزنه أبجديات المفاهيم البسيطة في سلوكك وأفكارك وعملك وحديثك وثقافتك وعلمك وتعاملاتك وخدمتك بالمال والبذل والعطاء .
إن الوطنية في السلوك والأخلاق والإخلاص في عملك وفي مجتمعك بأن تكون مثالا يقتدى به ، وأن تحافظ على مكتسبات الوطن وتذودعنها .
إنها الهوية الحقيقية التي هي الفيصل في تحديد من تكون ؟
إن الهوية ليست شعارات زائفة ولا زعيق حمقى ولا صياح ديوك تؤذن في المنابر الإعلامية بما يحيك في نفسها ولا غرابا ينعق في سراديب المهاجر ، وينقر في ناقوس تويتر .
إن الوطنية والانتماء عمق يرتوي من منابع العيون الصافية يتجذر منها الرقي والإبداع والإخلاص والتربية والتعليم والولاء والتوجية وإصلاح النشء وتهذيب الأخلاق واحتواء المجتمع والنصح والإرشاد والتضحية والفداء والبذل والعطاء والحب والمساهمة في عمل الخير والأمانة والعدل والاستقامة وإحقاق الحق .
إنها الهوية الحقيقية التي لا تحتاج إلى زيف الشعارات والتنديد ولا أن تنصب نفسك محاميا عن المبادئ والأخلاق والحريات والحقوق وأنت جرذ شارد تدعي الانتماء وتهمس في أذن العدو بكل أسرار الوطن بخبث و وشاية.
إن الانتماء هو مهر غال ودر نفيس داخل الروح لا يباع بثمن ولا يشتري بوهم زائف ومرعى مسموم وماء نحس بصق فيه أحمق بدعوى النفث والتحصين.
إن الهوية انتماء راقٍ ومسلك نفيس ومنبع لكل الحضارات في العالمِ، وإن التمسك بها ثقافة أصيلة تتجذر في مناجم الذهب الروحي الصافي الذي لا يصدأ عندما لا تنال مرادك من الأمنيات .
إن الانتماء الحقيقي أن تكون صورتك حقيقية لا غبار عليها. ولا شك في زيف ألوانها صافية نقية جميلة ، وأما من خبث تحت جنح الكيد والنيل فالألوان يفضحها الشحوب ويبرز حقيقتها نبرة العداء في تبني الوهم وسذاجة الرأي .
دمت عزا يا وطني





