
الخطر الصامت عندما تصبح الأفلام والمسلسلات مربية للأسر
في وقت باتت فيه الشاشات حاضرة في كل بيت، تحوّلت المسلسلات والأفلام من وسيلة ترفيه إلى مُربّية غير مباشرة للأسرة*، توجه السلوك، وتؤثر على القيم، وتشكّل أنماط التفكير، دون وعي من الآباء أو رقابة حقيقية.
ومكمن الخلل ليس في المشاهدة بحد ذاتها ، بل في المحتوى الذي يقدم.
مسلسلات تروّج للتمرد على الأسرة، وتمجد الطلاق ، والخلع وتزرع بذور الفتنة في البيوت المطمئنة إيحاءات تبث وتُصور الأمومة كعبء، ، شخصيات نسوية سامة تُقدَّم كقدوة. فهم يعرضون الشخصيات النسوية المتمردة على أنهن*بطلات يُحتذى بهن وتُقدَّم الأم المحافظة كـ"ضعيفة"، والزوج الملتزم كـ"متسلط". هذه الرسائل تخلق صراعًا داخليًا عند المرأة، وتجعلها ترى بيتها كعائق لا كنعمة.
ترى مالذي سوف ينتج بعد متابعة مثل هذه المسلسلات الملغومة ؟
سوف يستشربونها، فيظنون أن الرجل المحافظ على بيته متسلط ، وأن المرأة المتمردة هي المرأة القوية ومع الأيام وتدريجيا تصبح هذه المناظر ، جزءًا من تصورهم عن الحياة.
بل إن بعض الأمهات والآباء باتوا يتأثرون بتلك النماذج في قراراتهم الشخصية، فيرفضون الصبر أو التسامح، ويظنون أن القوة تكمن في الانفصال أو الندية.
الخاتمة حين تتخلى الأسرة عن دورها التربوي، وتترك المجال للشاشات لتقوم به، فإن النتائج لن تكون مجرد ترفيه، بل *تشويه للقيم، وتفكيك للأسرة من الداخل . لا بد من وعي، ومراقبة، وانتقاء، وتوجيه. فالتربية ليست ترفًا، بل مسؤولية.