الشمندر وسيلة طبيعية لمواجهة ضغط الدم

أميرة خالد
أوصى الأطباء لسنوات طويلة بتناول الخضراوات والفواكه لدعم صحة القلب والتحكم في ضغط الدم، إلا أن الدراسات الحديثة أبرزت الشمندر (البنجر) كخضار جذري بسيط وفعال بشكل خاص في مواجهة ارتفاع ضغط الدم، بفضل محتواه الغني بالنترات الغذائية.
ويعرف ارتفاع ضغط الدم بـ"القاتل الصامت"، إذ يصيب ملايين الأشخاص حول العالم دون ظهور أعراض واضحة، وإهمال علاجه قد يؤدي إلى أزمات قلبية وسكتات دماغية وتلف في الكلى، ما يجعل تغييرات نمط الحياة والنظام الغذائي ضرورية بجانب العلاج الطبي.
وعند شرب عصير الشمندر، تتحول النترات الغذائية إلى أكسيد النيتريك في الجسم، وهو مركب يساهم في استرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، ما يحسن تدفق الدم ويخفف الضغط على القلب، حيث أظهرت بعض التجارب السريرية أن تناول كوب يوميًا من عصير الشمندر يمكن أن يخفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل يتراوح بين 7 و12 ملم زئبقي.
وأثبتت دراسة أجرتها جامعة إكستر البريطانية أن تناول العصير مرتين يوميًا لمدة أسبوعين ساهم في خفض ضغط الدم لدى كبار السن، نتيجة تأثيره على ميكروبيوم الفم وتعزيز نمو البكتيريا المفيدة القادرة على تحويل النترات إلى أكسيد النيتريك.
ورغم الفوائد، يحذر الخبراء من الإفراط في تناول الشمندر، إذ أن زيادة النترات أو الأكسالات قد ترهق الكلى أو تزيد خطر تكون الحصوات، لذلك يبقى الاعتدال هو القاعدة الذهبية، وللاستفادة القصوى من العصير مع تقليل المخاطر، يوصي الأطباء بغسل وتقشير الشمندر جيدًا، والالتزام بحصة يومية لا تتجاوز 250 مل (كوب واحد)، وإضافة عصير الليمون لتعزيز الفوائد، وتبخير الشمندر قليلًا قبل العصر لتقليل الأكسالات، وتجنب العصائر الجاهزة المضاف إليها سكريات أو صوديوم.
ويمكن تحضير وصفة منزلية صحية من 1–2 حبة شمندر متوسطة الحجم، نصف ليمونة، تفاحة أو جزرة صغيرة (اختياري)، قطعة صغيرة من الزنجبيل (اختياري)، وكوب ماء، يقطع الشمندر ويضاف مع باقي المكونات إلى الخلاط أو العصارة ويشرب العصير فورًا للحصول على أفضل فاعلية.
ويشير الخبراء إلى أن كوبًا واحدًا يوميًا يكفي لتحقيق الفائدة دون إجهاد الكلى، مع عدم تخزين العصير أكثر من 24 ساعة، وشربه مع الحمضيات للحفاظ على مضادات الأكسدة، بينما ينصح مرضى الكلى بالاكتفاء بتناوله مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، ويجب استشارة الطبيب لمن يتناولون أدوية الضغط أو مميعات الدم.