
العودة للكتاب
وأنا أتصفح الجوال وليس الكتاب أو الجريدة طبعاً فالوقت والزمان لا يسمح لمثل هذه الأدوات المعرفية القديمة أن تطل ولومن نافذة الأماني، دهشت كما دهش غيري من كمية التناقض في الحديث والنصيحة والفتوى وأيضاً المعرفة في زمن الكتب أو الحديث المباشر في التلفزيون أو السماع في الراديو أو في وسائل الإعلام المعروفة وما بين تلقي المعرفة في وقتنا الحاضر حيث أنا تلقيها من مبدأ قضاء وقت ترفيهي ممل أحياناً! وربما هذه المعلومة تتوسط أغنية جميلة أو رقصة مزغللة للعين وغير العين، ولكن كل هذا لا يهم فالمعلومة وما شابهها إذا كانت صحيحة من غير تلفيق فستبقى مرجعا للباحثين عن الحقيقة،
بينما الطمس المعرفي والتزييف فحتمََا سيقضي على العلم ومغازيه ومن أشكال هذا الطمس، التقنية وما فيها من الشتات المعلوماتي منذ بدأ شيخنا (قوقل)حماسه ونفوذه في السيطرة على كل شاردة تخص أهل الأرض، ولم تتوقف التقنية عن افراز المذهل فجاءات بالسمين (الذكاء الاصطناعي)ليقارب ذكاء الإنسان ويقال أنه سيتفوق عليه في قادم السنين إن صحت المؤشرات،
وبما أننا في زمن السرعة ولامجال للقراءة للأسف والتمحيص الممتع فقد ظهر وبان هذا الذكاء بالحقيقة وضدها والحسن والقبيح فلا ندري أهذه الفتوى من شيخََا نعرفه ونعرف منهجة فإذا به يخبرنا أو كان قبل أن يموت بيجوز أو لا يجوز، أو عالماً ظل لسنين ينادي بفكره الممتد وإذا به يطل علينا تقنياً ويخبرنا بعكس ما كان يكتبه في الكتب فلا نعرف الحقيقة أهي بأم عينها أم هي بأم ذكائهم، وإذا الأبيض يصبح أسود وعريض الجبهه يتبدل إلى متوسط الجبهه وجميل المنظر، و فجأه وبلا مقدمات أغبر الوجه لم يعد أغبر الوجه فقد نصع بياضا وقلبا، والطيبين انقلبوا على عقبيهم قبحا شنيعا، وهذا كله طبعاً بفعل الذكاء وعجائبه،
والحل من وجهة نظري عزيزي المشتت عندما تريد أن تستقي معلومة أو تستذكر حادثة تاريخية أو أن تسهب في طلب فلسفة وبحث علمي عليك أن تعود للكتاب الورقي الغير مزيف ليطمئن قلبك وعقلك لإن الحالة في ظل هذه الثورة لا تحتمل، والعودة للكتاب الورقي يثبت أنه هو الملجئ في المضي قدما الى الرقي والهدوء والإيقان بأن ما تقرأ لا يشوبه شائبة من شوائب العصر !وخير ما نقرأ هو الكتاب الأعظم القرآن الكريم حيث أنه بالإضافة لكون التقنية قد تغير بحروفه وربما كلماته بفعل (شلة) من الأعداء فالقراءة مباشرة من مصحفََا منظم تم الاشراف عليه من رجال ثقات على مدى التاريخ خير ونعمة، ومن حسنات القراءة من الكتب الأخرى الدينية أو التاريخية أو العلمية الخ..
أن جلدتيه محكمة أمينة ولايمكن بأي حال أن يتدخل طفيلي ذكي يريد أن يزيف الحقائق بحجة أن هذا ما يريده الذكاء الاصطناعي بالإضافة أن الكتب تحفظ بطريقة منظمة في مكتبات عامة أو خاصة وهذا المدعوا ذكاء بريئ كل البراءة مما يتهمونه به صناع الشر وسراق الحق فهو اطل لمشاركة الإنسان ومساعدته وليس لهدم ما بنى ومخالفة فكره وثوابته، وعندما نتذكر بداية السرعة في إيجاد المعلومة والخبر وكل متطلبات الحياة قد نصل إلى نقطة تجبرنا إلى العودة الى بداية البديات وندع السرعة في بعض المفترفات ولو مؤقتاََ ونلتفت للكتاب وما المانع أن نطمئن على صحة (عمنا) الكبير القلم!