الفضائل الكثيرة في مساعدة الاخرين
مساعدة الأخرين واعانتهم من أبرز الصفات الإنسانية النبيلة ، وهي أخلاق جميلة حث عليها الدين الإسلامي ، لأن تخفيف التعب والضغوط عن الأشخاص من حولنا من الأمور الرائعة التي تسهل أمرهم وتزيل عنهم الهم والحزن ، ومن يقوم بمساعدة الأخرين يتميز عن غيره بأن لديه طيبة وإنسانية كبيرة ، حيث ينال هذا الشخص رضا الله عز وجل ، والأجر والثواب العظيم على العمل الذي قام به ، ويدفع عنه الشر والسوء ، لأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
فلا تقتصر مساعدة الناس على العطاء من الأموال أو المساعدات المادية بل إنها تشمل جميع أنواع المساعدات المعنوية كالمساعدة بالمجهود البدني أو المساعدة بالأفكار النافعة ، أو تقديم النصح والإرشاد وغيرها من الأعمال ، ويمكن أن تكون المساعدة أيضاً بتقديم العلم والمعرفة ، ويمكن أن تكون شهادة الحق من أهم المساعدات التي تنقذ صاحبها المحتاج للحق أو تنقذ أسرته من الضياع ، ومن صور المساعدة الراقية جداً هي تفقد الأشخاص الذين قد يحتاجون المساعدة وسؤالهم عما إذا كانوا يحتاجون الى ذلك.
وتعتبر المساعدة نوع من أنواع الإحسان والفضائل التي أوصى بها الله تعالى في القرآن الكريم قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم * فطالما استعبد الإحسان انسانا وهي من صفات عباد الله الطيبون وأصحاب الخلق العظيم كما أنها عبادة يجزي الله عليها الخير في الدنيا والآخرة ، وقد وعد الله الذين يقدمون العون والمساعدة للآخرين بكسب الحسنات ومحو السيئات ، ويستطيع الإنسان أن يساعد بقدر سعته ومقدرته قال سبحانه: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) ، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، لذلك فإن مساعدة الآخرين تقرب العبد من ربه شريطة أن تكون المساعدة خالصة لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته .
وقد ثبت في الدراسات العلمية التي أجريت في مسببات السعادة ، ووجدوا أن مساعدة الآخرين هي إحدى أهم مسببات السعادة للفرد ، فيشعر الإنسان بالسعادة بالتواجد مع الناس وبتقديم العون والمساعدة لهم ، والسعيد هو من ادخل السعادة إلى قلوب الاخرين.
ويوجد ثمرات كثيرة تعود على الشخص المساعد للأخرين منها: فوز الشخص برضا الله سبحانه وتعالى ، ويثاب ويؤجر على الفعل الطيب الذي قام به ، وينال الإنسان البركة في صحته وفي وقته وفي حياته وأولاده عندما يساعد الآخرين ، وتقضي مساعدة الاخرين على الأنانية وحب الذات ، حيث يشعر الشخص بقيمته كإنسان ، وتزيد لديه الرغبة في فعل الخير ، وتنشر جو رائع من الإيجابية والتفاؤل في المجتمع بشكل عام ، حيث تعمل على زيادة الإقبال على فعل الخير ، وتجعل من الشخص قدوة حسنة لغيره ، وتسهم في تعزيز انتماء الأجيال في المجتمع.





