Slaati
خالد سعود الحربي

القوة النووية مقابل قوة القلق

منذ 2 سنة02638

مشاركة

من الملاحظ أن العالم يتسارع حاليا في السباق على الهيمنة في التطور العسكري من خلال امتلاك السلاح النووي، وهو القوة التي ترهب العالم بعد حادثة نجازاكي وهيروشيما التي عانت الأمرين من هذا السلاح القاتل. ومن يمتلك السلاح النووي اليوم يُحترم، وهذا واقع في عالمنا اليوم لإرهاب العدو بذلك السلاح في تخيل ما يحدث به كما حدث في هيروشيما ونجازاكي.

لو لم يتم إلقاء القنبلة على اليابان لما عرف الناس ما هو السلاح النووي؛ لسرية المعلومات في السلاح النووي. إن أي سلاح تثبته التجارب قبل التطبيق على أرض الواقع، لكن قوة السلاح النووي قد ثبتت من خلال تطبيقه عمليًّا.

ومما يعكس قوة هذا السلاح هو آثار الأضرار الناجمة عن الإنسان والبيئة، من تشوهات لنسل الإنسان وانتشار السم الإشعاعي في التربة وقتل الكثير من الأرواح، وهنا يمكن قياس قوة السلاح الفعلية في إرهاب العالم به، وماذا لو امتلك العالم أو الدول قوة أعظم من هذا السلاح؛ سَيُكِنُّ له العالم الاحترام والتقدير.

ومما لا شك فالمقال يظهر من عنوانه، قوة القلق هي أعظم قوة قاتلة للنفس قبل الجسد؛ إن القلق هو القوة التي لو امتُلِكَت من قبل العالم لأصبحت القوة النووية أمثال المفرقعات التي تستعمل في الأفراح والأعياد. القوة النووية تقتل القتل السريع ولكن القلق يقتل القتل البطيئ، فهو يعذب النفس أبشع تعذيب، وهو ملازم للإنسان -لا شك- منذ قديم الأزل، وكما قال هتلر “إن أمة تلازمها الهواجس ويستبد بها القلق على مصيرها لا يمكنها أن تقدم نتاجًا فكريًّا ذا قيمة”.

وكذلك قيل “إذا كانت مخاوفك أعمى فلا يمكنك رؤية جمال غروب الشمس”. وكما قيل “القلق هو السبب الأول في الهزيمة”. وعبر التاريخ.. القلق أكثر سلاح يهزم العدو أو الإنسان، أكثر من السلاح؛ لذلك عندما بدأ وباء كورونا أصبح العالم قلقًا متوترًا جدًّا، فالقلق يهاجم الجسد بغض النظر هل سيحصل شئ أم لا. لهذا القلق هو السلاح الأول.

في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، كان هناك قلق بين الدولتين (من الذي ينجز سلاحًا نوويًّا قبل الآخر، أو من ينجز سلاحًا أعظم)، وكذلك في الحرب الكورية، وقس على ذلك الكثير والكثير. وكما للسلاح النووي إيجابيات في إنتاج الكهرباء فالقلق كذلك يدفعك للنجاح إذا استُعمِل للإنجاز، وكذلك قد ينقلب سلبيًّا وقاتلًا بارعًا؛ فمن امتلاك سلاح القلق سيطر على قوة هدامة تهدم النفوس، فقتل النفس أعظم من قتل الجسد، ولنأخذ على سبيل المثال (تجار الأسهم) إذا أتيت بخبر يقين لصديق لك (تاجر بالأسهم) وقلت له في تمام الساعة السابعة صباح الغد سيحدث انهيار في سوق الأسهم ونكسة قوية، وقدمت له الدلائل والبراهين، انظر كيف سيتغير فجأة، فقد بدأت أعراض القلق عليه (متوتر، خائف يترقب طلوع الشمس للتحقق من الخبر)، وكثير من الأمثلة عن حياة يعتريها القلق سواء على صعيد الأفراد أو الدول.

والقلق لا يحتاج لمصانع أو أجهزة طرد مركزي بملايين الدولارات، هو فقط استغلال أفكارك وتحويلها ضدك، وجعلك أكثر سوداوية وحزنًا؛ لذلك القلق هو من تعَوَّذ منه الأنبياء والرسل وتعليمهم أدعية للوقاية منه، فكما قلنا هو سلاح ذو حدين للإنسان، وهو ما يسمى اليوم بالحرب النفسية، وباعتقادي أن حروب النفس أعظم من حروب الطائرات والقنابل والمدافع؛ الاول يدمر قبل الآخر، وفي القرن الحادي والعشرين سلام الدمار الشامل هو القلق، وأعظم ما تخلفه الحروب في العصر الحديث والقديم قبل وقوعها وبعد وقوعها هو آثار القلق على النفس البشرية.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-11-01 at 1.25.12 AM.jpeg
خوجة: الشباب قدم مباراة منظمة أمام الهلال ويحتاج لتدعيم هجومي عاجل .. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1407
WhatsApp Image 2025-11-01 at 12.49.17 AM.jpeg
الصبحان: فوز النصر والاتحاد اليوم مليار في المئة  .. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1433
WhatsApp Image 2025-11-01 at 12.11.35 AM.jpeg
إصابة جديدة تبعد بول بوجبا عن أول ظهور له مع موناكو
باريس
منذ 1 ساعة
0
1393
WhatsApp Image 2025-10-31 at 4.50.54 PM.jpeg
اللائحة الفنية للمركبات الذاتية القيادة تفرض اختبارات عملية
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1411
WhatsApp Image 2025-10-31 at 5.38.54 PM.jpeg
تغيير غامض يثير غضب مستخدمي واتساب
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1424
إعلان
مساحة إعلانية
القوة النووية مقابل قوة القلق - صدى الالكترونية أخبار محلية سعودية وعربية ودولية إقتصادية وإجتماعية ومال واعمال ورياضة وشئون المرأة