
الهَيْف
وَجِمَ بعينيه قبل أن تضطجع وهواجسه ظمئت لفوح الشذى لكنها أذعنت لسراجها الدامس … قبلها همست بإنتشاء في إغضاءه المُطبق … هناك قد يكون في الشفق غبطة فامضي وارتوي ماشئت منه ولاترمق في تراب الأفق حينما يغفو في فراغ الريح وألمح في عباءتك بعضاً من ثقوب الوهن ولكنه لم ينل من ارتحاله وأمده إلا أطلال حياة مرتعشة وتحنان أنفاسه تقصلت على سيماء الخسف وإيقاع الصمت الأوحد .
قناعات عبوره جوفاء ترسخت في تلك المُضغة الرقيقة على مدى الأيام بحسوات ٍ تنامت يوماً بعد يوم حتى غدت جافة خنَّاسة لكل الذين ينصرمون في بلجة الغداة لشتل البِشر الخاوي من الوغر على كل الشفاه الوديعة بالرغم من رُقعة الفتور ومسافة الكدح .
إنهم لا يأبهون بما قد يكون فيها من ثراءٍ قد يُطايب المهج البائسة لأنهم يعون كم هي مقتنصة للدلالات الفاتنة حينما ترى الكرى قد أسدل ستاره على أعينهم .
تراهم ينغمسون في سبات عميق لأن مابين جدارهم الصدري فؤاداً مدهشاً يستمد كل طوقه من سلوكياتهم النبيلة .
فأين هذه النظرة من تلك ؟ أهو التشبث بالوفرة هيعةً من غُلول الأيام وضمور السنين ؟ أم أنه بقايا المراد الذي يرفد ذلك التسديد الجانح على تلقي الحقيقة وإبصارها كما هي ساميه راسيه كهرم لم يُودِّع محبيه ولازال في قمة ريعانه لايقبل الغِناج أو الإفتئات .
فرضيات حتمية تُطيل دروب تلك النفس البشرية المقسطة التي ترفرف مع هذه الأكف التي ربت على أكتافها حب الإستحواذ وأقصتها وبإلحاح كنود منها عن الرصانة .
وهل تتكهن بأن ما تحوزه حول إزارها الفضفاض لايقتني الآخرين مثله في ساحة الجلب والسخاء حتى توارى عن معاينتها إمتداد السموق الزاهي لكل الأبعاد ؟ فإذا كان كذلك فكيف يتسنى لهؤلاء التفاعل مع معطيات الحياة ومشارفها ومشاربها من جوف محدودية ماقد تقع عليه أعينهم وهم يتهادون باطن دائرة البُعد الأول ؟
وهل ذلك يحيط ببقية الأبعاد خاصة ونحن في الزمن الوضيع الذي قد تمتد فيه تلك الأبعاد بأضلاعها المغايرة نحو مساحة قد يعسر معها تخصيص وتقويم مقاديرها الطوليّة والعرضية ؟ ربما قد يفطنون ذلك ولايزالوا دؤوبين في رسم تلك المجاهل ربما لذبول بصرهم وأي حياة ٍ تلك التي يبيحون بها وأين منهم سكينة الذات وجَمَام البال ؟ وأين منهم تلك الرؤيه القويمة للبُعد الرابع أو غيره ؟ وأين منهم وقارهم لكيانهم والتي منها تتشعب عساليج تبجيل الأغيار لهم ؟
هي تبتهل لهم بحناجر مبحوحة وألسن لاتكل عن التضرع ولاتمل من صفاء الرجاء في هذه البسيطة التي لاتستوجب منا نحن الورى أن نضع لُبَّها في طي أحداقنا لأنها شَنَار ولابد أن لاتبرح مستقرِّها تحت حوافنا المتورمة بالكَلال والجفاف وأشباح الوَبَال !!!