
الوِثار
تصيد كدره عندما طوّق شقوق رمله تحديداً كوغر تلك الفراشة التي لامست جناحيها وهج الشمس فأصبحت منسوجة في نبض تلك الطيَّات التي تلاشت في دفئها بنشوةٍ مُبهمة نحو ظلٍ تلهو ألحانه بأنغام مسحورة تتهامس فيها خطوات العشب في حقول النخيل .
فلحظة غير مختبئة تحنطت وانتصبت أمامه دعته بأن يُقشِّر من أضلاع خوفه موج وعيه ويهاجر إلى فراغ الضوء الناشيءإلى الأفق الفسيح في ذرات فرح الغيم وظمأ الزهر لخصلة الغصن الشجين .
فبريق عينيه لم يطفئه يأس أجفانه السادرة على اغفاءة ظنه فقد خطى صدى سرابه وركض بإرتواء في نعش الحقيقة علَّه يطفىء في سراديبه ماتبخر في جبهة وجهه من همس الصدأ في حروف السنا التي كانت تُحدق في هدوء دربه كتلك الزهرة التي انحنت وقد شاخت وتاهت في رداء القلق ذلك الهاجس الذي كان مزروعاً بإنتشاءٍ في جوفها كغربة الإرتياب الشريد .
كانت مدامعه تطوف بدفئه فقد كان وثيراً إلى درجة الشغف لديه يُناظره بلهف في رجاءه كل ليلة حينما يأوي إلى مخدعه سيان ماكان يُحملق في تفكيره حينما يكون في حدة هجوعه أو حتى عندما يكون بياضها صريحاً إلى درجةٍ قد ترى خطب سوادها سارحاً في مايتمناه وهو في قمة خيال يقظته .
لقد كانت ألوانه نضيره إلى نقطةٍ أعطت مايرى بهما إلتباس الخضاب فأصبحت حائرة في تبصرها أو ربما بصيرتها من حصافة خريطة الأشياء ومن غبطة مسرته ربما فَتِن بخنوعه إليه فشتاءه سرمدي يعانق صدى حدسه .
مد رجليه الهزيلتين إلى حيث لا منتهى لهما ووضع يديه القصيرتين المليئتين بما سخت عليه الأيام من عُقبَة وضفائر عسل والتبست مع طيف تمنيه أو ربما هذيانه سامق الأمد .
مغتبط وهو يتأمله من كل حوافه فقد أَرْفَدَ لأصابع زمنه أن تتلمس ما يُذرف من لحاءه المخملي و يتحرى في غور كل سماته المونقه .
يرمم مرة أخرى هيئة جسده إلى ماكانت عليه لتُشذبه تلك الإغفاءة إلى نَعْتٍ قد يكون الوجل عليه أيسرها ولازالت الأيام بالرغم من ذلك تزهو في نفسه محارها صدفه وشواطىء ذكراه فيها ربما جزعه أحياناً يبحث عن سفنه وعمره يتيه عنها ببؤسٍ تصده سحبه ولكن دمعته الحرَّى تصادفه على القدِّ رياحها سهده وثمارها ترحه وأمله قيثارته صخبٌ بلا نغمٍ كدمه يطوف ثائراً بحنايا جسده .
لازال في ملاحته وبهاءه وغضاضته أما من هو مولعٌ به فقد أمعن سباته بكمدٍ يهرم منه الخفقُ والعقفُ !!!