
انتبهوا من زوال النعمة
في زحمة الحياة وتسارع أيامها، قد ننسى ما نحن فيه من نعم عظيمة، ونتعامل معها وكأنها حق دائم لا يُسلب. نأكل، نشرب، نلبس، نعيش في أمن وأمان، ونسير على أقدام سليمة، وقلوب تنبض، وأرواح هادئة. هذه كلها نعم تستحق الشكر، لا الغفلة.
الله عز وجل يقول: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) فالشكر مفتاح بقاء النعمة وزيادتها، وهو لا يكون فقط باللسان، بل الفعل والسلوك: أن نحافظ عليها، لا نرميها، ولا نُبذّر فيها.
لكن الواقع المؤلم أن البعض يتعامل مع النعمة بعدم تقدير ، فنراها تُرمى في الحدائق، وتُهدر في الموائد، وتُستخدم في غير حقها، وكأنها لا تعني شيئًا.
وأكثر مايؤلم هو مايقوم به بعض السفهاء في عالم السوشيال ميديا يستعرضون و يتفاخرون بالإسراف نراهم.
في الولائم، يرمون الزائد من النعم ويتباهون بسياراتهم، وسفرهم، ومشترياتهم، لا بقصد الشكر، بل بهدف الظهور والتفاخر، فيما يُعرف اليوم بـ الهياط.
فالكرم الحقيقي هو الذي يُقاس بما يُعطى للمحتاج، لا بما يُستعرض أمام الكاميرا، أحذروا التبذير فهو مسلك مذموم نهى عنه الدين، قال الله تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين *.
رمي بقايا الطعام في الحدائق والمخيمات دون مراعاة لقيمة النعمة.هو خطر يجب الحذر منه لأن النعمة إذا خرجت لاتعود وإذا لم يؤخذ على يد السفهاء ويحاسبوا فأننا نخشى من الأثار السلبية التي تكمن في زوال النعمة وقلة البركة، إهدار المال والموارد بلا فائدة "كثفوا التوعية في منابر المساجد والمنابر الإعلامية عن خطر عدم المحافظة على النعمة"
الخاتمة : النعمة اختبار، وليست مجرد متعة. فاحفظوا ما بين أيديكم، واحمدوا الله عليها، قبل أن يأتي يوم تندمون فيه على زوالها. النعمة إن لم تُصن زالت..