
بداية أمل وتجديد عهد
مع إشراقة هلال شهر الله المحرّم، نستقبل عامًا هجريًا جديدًا، يحمل في طيّاته عبق الهجرة النبوية الشريفة، التي لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل تحوّل تاريخي رسم ملامح مرحلة جديدة من البناء والتمكين.
في كل مطلع عام هجري، تلوح أمامنا معاني الإيمان والعزيمة التي تجسدت في هجرة المصطفى ﷺ، فنستحضر منها دروسًا خالدة: أن التخطيط لا يناقض التوكل، وأن الثبات على القيم هو مفتاح الانتصار.
الهجرة لم تكن هروبًا، بل كانت قرارًا شجاعًا، فيه من البصيرة ما يجعلنا اليوم نتوقف ونسأل أنفسنا: ما الذي نحتاج أن نُهاجر منه وإليه؟ هل آن لنا أن نُغادر مواطن التردد، ونرتحل بثقة نحو أهدافنا؟ أن نُهاجر من دائرة التسويف إلى ميادين العمل، ومن قيد العادات السلبية إلى رحابة التغيير والإنتاجية؟ إننا في زمن لا ينتظر المتقاعسين، ولا يُنصف المترددين.
إن العام الهجري الجديد ليس مجرد تقويم، بل فرصة حقيقية لمراجعة الذات، وتجديد النوايا، واستنهاض الهمم. عام نملؤه بالعمل والإنجاز، لا بالأمنيات المؤجلة. عام نرتقي فيه بأفكارنا، ونسمو بأفعالنا، ونُسهم فيه بصدق في رفعة أوطاننا ونهضة أمتنا.
نسأل الله أن يكون هذا العام عام خير وبركة، وأمن واستقرار، على وطننا الغالي، وقيادتنا الحكيمة، وأمتنا الإسلامية جمعاء .