Slaati

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف

منذ 2 يوم01574
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف

مشاركة

مكة المكرمة

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: "إن الصدق شعار المؤمن في كل أحواله ودثاره في أقواله وأفعاله، ملازمًا لشخصيته، راسخًا في طبيعته، حتى يصبح الصدق سجية له، وطبعًا لا يفارقه، فلا يسمح لنفسه، بأن يلقي كلامًا دون تروٍ ولا بصيرة، ولا يحكم على أمر بالظنون الكاذبة، بل يتحرى الصدق في أقواله وأفعاله، ويطلبه ويجتهد من أجله، حتى يكتب عند الله صديقًا، وهي منزلة رفيعة، ودرجة عالية، بين النبوة والشهادة: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، فطوبى لمن صدق الله فصدقه الله، وطوبى لمن صدق مع عباد الله فأكرمه الله، وطوبى لمن ثبت على طريق الصادقين حتى توفاه الله.
وأوضح أن الصدق خُلُقٌ عظیم مدح الله به نفسه، فقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا)، وهو من أشرف ما وصف به المُرْسَلُون، ففي القرآن الكريم: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)، وأما نبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو الصادق الأمين قبل بعثته، ثم بالصدق جاء، وبالصدق أخبر، وبالصدق أمر، وهو أصدق من وعد، وأصدق من عاهد، جمّله ربه بالصدق ظاهرًا وباطنًا، وأمره أن يدعو به داخلًا وخارجًا (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)، وشريعته شريعة الصدق، وأصحابه هم الصديقون.
وأشار الشيخ المعيقلي إلى أن الصدق أصل أصيل في النية والمقال والعمل والحال، وهو طمأنينة وراحة بال يورث تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، فالصادق مصان جليل، والكاذب والعياذ بالله مهان ذليل، فلذا كان النبي، يذم الكذب ولو كان في شيئ يسير، ويُنفر منه حتى على الطفل الصغير، فيشب على الصدق ويألفه، ويتجنب الكذب وبأنفه، قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا)، فحذر من الكذب، حتى لو كان على سبيل التسلية أو المزاح، فقد كان يمازح أهله وأصحابه، ولا يقول إلا حقًا.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أنه كلما عظم موضوع الكذب، كبر خطره، وعظمت عقوبته، ولا سيما مع وجود وسائل النشر الإلكترونية، وسرعة انتشار المقولة من اختلاق الإشاعات وتداولها، وما لها من أثر سيء على المجتمعات وأمنها، فليحذر العاقل من أن يكون أداة بيد أعدائه، وسبيلًا إلى إيذاء نفسه ومجتمعه ووطنه، وإذا كان النبي، نهى عن نقل الأخبار دون تثبت فقال -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)، فكيف بمن يختلق الإشاعات والأكاذيب، فهو عُرضة للوعيد الشديد، وأعظم الكذب الكذب على الله أو على رسوله، ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِرِينَ).
ودعا فضيلته المسلمين إلى أن يتخذوا الصدق شعارًا ودثارًا، والالتزام به سرًا وجهارًا وأن يرزقهم الله التقوى في قلوبهم، والتوفيق والسداد في دروبهم، وأن يتذكروا أن الصدق قرين الإخلاص، فلن ينجوا يوم القيامة إلا الصادقون قَالَ اللَّهُ (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ، المسلمين بتقوى الله وطاعته، مؤكدًا أن التقوى هي سبيل الفوز في الدنيا، والفلاح في الآخرة، ونيل السعادة الأبدية.
وقال: "الأصل العظيم للفوز الأبدي، هو تحقيق العبودية لله جل وعلا قولًا واعتقادًا وعملًا، فلأجل تحقيق لا إله إلا الله خلقت الدنيا والآخرة، وأُعدّت الجنة والنار"، مبينًا أن هذه الكلمة هي كلمة التقوى، ومفتاح السعادة، وأصل الدين وأساسه، ورأس أمره، وعموده الذي يقوم عليه، فجميع أركان الدين وفرائضه متفرعة عنها، متشعبة منها، مستشهدًا بقوله تعالى (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ).
وأكّد إمام وخطيب المسجد النبوي أنه يجب أن يتيقّن قلب كل مخلوق بهذه الكلمة العظيمة، وأن يعلم معناها علمًا جازمًا، ويعتقد صحتها اعتقادًا راسخًا؛ مبينًا أنها تدل على أنه لا معبود بحق إلا الله، فكلمة (لا إله) نفي قاطع لكل ما يُعبد من دون الله، وكلمة (إلا الله) إثبات للعبادة الحقّة لله وحده، فهو الإله الحق، المستحق وحده للعبادة دون سواه.
وأضاف أن هذه الكلمة العظيمة تمنع منعًا باتًا، وتحرّم تحريمًا قاطعًا صرف أي عبادة من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى، ولو كان ملكًا مقرّبًا، أو نبيًا مرسلًا، أو وليًا من الاولياء، فلا بد أن يقولها اللسان، ويعلم معناها معتقدًا به، مستشهدًا بقوله تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ)، وبما رواه مسلم في صحيحه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).
وأوضح فضيلته أن اليقين الحقيقي والعلم الصحيح بمعنى كلمة (لا إله إلا الله) يلزم العبد أن يقبل مقتضاها، ويلتزم بفرائض الله، ويحقق طاعته وطاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ محققًا غاية الحب والذل والخضوع لله، معظّمًا ربه، منكسر القلب والجوارح لخالقه، راجيًا رحمته ورضاه، مؤكدًا أن من قالها وهو يفعل ما يخالفها، كالدعاء للموتى والغائبين، وسؤالهم في قضاء الحاجات وتفريج الكربات ونحو ذلك، فهو ناقض لمدلولها، مخالف لحقيقتها، وواقع في الشرك المخرج من الإيمان والإسلام.
وأشار الدكتور آل الشيخ إلى وجوب الالتزام بهذه الكلمة العظيمة بيقينٍ لا يدخله شكٌّ ولا ريب، بل لا بد أن ينطق بها اللسان، مواطئًا لها القلب بيقينٍ جازم، يصدّقه العمل الصالح في الظاهر والباطن، مستشهدًا بقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
وأبان فضيلته، أن هذه الكلمة العظيمة تقتضي من صاحبها أن يكون الله أحبَّ إليه من كلِّ شيء، وأن يبلغ في محبته غايتها، حتى يقدّم محابَّ خالقه على هواه ورغباته، وأن يحبَّ ما يُحبُّه الله جل وعلا، ويُبغِض ما يُبغِضه، كما تقتضي أن تكون محبةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظمَ من محبة العبد لنفسه وأهله والناس أجمعين محبة لا غلو فيها ولا جفاء، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.
وتابع أن كلمة (لا إله إلا الله) توجب الكفر بعبادة غير الله، فمن دعا غير الله أو استغاث بمخلوق من الأموات أو الأحياء أو استغاث بحي غائب عنه فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مصادم لمدلول هذه الكلمة العظيمة، وهكذا كل من أشرك مع الله أحدًا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته.
وختم فضيلته الخطبة داعيًا إلى أن يكون للعلماء والدعاة مزيدُ عنايةٍ واهتمامٍ بتعليم التوحيد وبيان حقوقه، وفق توجيهات الوحيين، وما قرَّره الصحابةُ والتابعون رضوان الله عليهم، مؤكدًا أن ذلك من أهم المهمات، وأعظم الواجبات، وهو جوهر الدعوة التي تحقق الغاية التي خُلق الخلق من أجلها.

خطبتا-الجمعة-من-المسجد-الحرام-والمسجد-النبوي2.jpeg

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

3ce1713a-7c11-4f06-8f00-779bf2c875bb.jpg
شركة طيران ناس توفر 12 وظيفة شاغرة
فاطمة المالكي
منذ 34 دقيقة
0
1388
f48f5a02-044c-4398-bde6-d1471ed57aa2.jpg
ضبط مواطن لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية
الرياض
منذ 55 دقيقة
0
1378
c4702054-245e-43bd-b4dc-2c4f8e0485c9.jpg
محافظ الأحساء يكرّم مواطنًا تبرع بإحدى كليتيه لأخيه
الأحساء
منذ 1 ساعة
0
1368
a7a757d0-0e6f-484b-bd28-425ed9843c15.jpg
التجارة تستدعي ‏1,432 عبوات صانعة المشروبات الغازية drink mate
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1362
a09e2345-0217-404a-8c3a-1e754ddeca46.jpg
الوفاء والكرم السعودي يضيئان فرحة زفاف شاب مصري بعد قطع مسافة طويلة.. فيديو
خاص
منذ 1 ساعة
0
1369
إعلان
مساحة إعلانية