
سياسة الرجل الواحد في منظمات العمل
قد تختلف الأساليب الإدارية في المنظمات من منظمة إلى أخرى أو من مدير إلى مدير، ولكن يجب أن نتفق بأنها جميعهاً تكون منوطة بالأشخاص الذين يديرون هذه المنظمات ونعني بذلك " العنصر البشري الذي يدير المنظمة " وتتأثر المنظمة والعاملين بها والأنظمة والسياسات المتبعة داخلها بتأثيرهم وتأخذ جزء من أطباعهم وشخصياتهم في إجراءتها وسياستها سواءً كانت بالإيجاب أو السلب، كما أنها متعلقة بالعنصر البشري أكثر مما تتعلق بطريقة عمل نظام أو إجراء أو سياسة معينة حيث إنها بطبيعة الأحوال تتسم بكونها قابلة للتغير والتطوير ومواكبة الاحتياج حسب ما يخطط له من قبل مجلس الإدارة وفق متطلبات كل مرحلة أو مشروع .
ومن هنا سنبدأ بالحديث عن أسلوب واحد وخطير وهو سياسة الرجل الواحد أو الـone man show ، حيث يسود هذا النمط عندما يكون المسيطر على جميع القرارت في المنظمة شخص واحد ، وهو الظاهر بالصورة دائماً ومتصدر المشهد بكامل تفاصيله، وصاحب الظل الذي يغطي على جميع من هم تحت إدارته ، ولا مجال لاتخاذ أي قرار أو إبداء أي رأي بدون الرجوع إليه ، والمصيبة العظمى بأن يكون من لديه هذا الأسلوب في منصب الإدارة التنفيذية العليا ، فسيكون الضرر هنا أشد وقعاً ويصعب تداركه ، ما تلبس العدوى أن تكون أكثر انتشاراً وتأثيراً في العنصر البشري والسياسات والإجراءات والأنظمة المتبعة في المنظمة.
حيث إن المهام القيادية تحتاج إلى قائد ملهم وداعم ولديه القابلية لتطوير المرؤوسين ودعمهم وتقبل لجميع المقترحات التصويرية وفسح المجال للجميع للمساهمة في تطوير المنظمة كل حسب اختصاصه ، ومهمة القائد المثلى هي التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الرؤية والأهداف المراد الوصول له وبالسعي نحو تهيئة صف ثاني قادر على القيادة ويكون على أتم الاستعداد لخلافته بالإدارة .
ومن الطرق التي من الممكن أن تقنن دور الرجل الواحد في المنظمة بأن تكون هنالك سياسيات وإجراءات واضحة من قبل مجلس الإدارة ومنها الحرص على الاجتماع مع الموظفين ذوي الأداء المتميز وإتاحة الفرصة لهم بعرض المهام والمسؤوليات التي يقومن بها أمام مجلس الإدارة وتكون بالتناوب وليست حصراً على شخص واحد , وتكون هناك سياسة لترقيات بمعاير تكون جاذبه وبمعايير خاصة توضع من قبل مجلس الإدارة وتتسم بالواقعية والقابلية للتحقيق والقياس (smart KPIs) ، وتوضع هدف رئيسي على قادة المنظمة من مجلس الإدارة لأنه بالتأكيد وبدون أدنى شك مهمة القادة الناجح هو تطوير الموظفين ونقل المعرفة لهم والأخذ بأيديهم ، وهذا الأمر الذي يساعده بشكل أو بآخر لأن يحظى ويرتقي بأعلى المناصب ويكون قيادي ناجح .