شليويح العنزي: تجاهل التوتر المزمن يقود لمشكلات نفسية وجسدية.. فيديو

حذر رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك سعود، الدكتور شليويح العنزي، من مخاطر التوتر المزمن وتأثيراته على الصحة النفسية والجسدية، موضحاً أن "القلق جزء من استجابة طبيعية لأي إنسان، لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول إلى توتر مستمر لا يتوقف، فينهك الجسد والعقل معاً".

أوضح العنزي خلال حديثه في برنامج "MBC في أسبوع"، أن التوتر المزمن يحدث عندما يبقى الجسم في حالة استنفار مستمرة وكأنه في "وضعية الخطر"، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين لفترات طويلة، قائلاً: "عندما يكون الجسم في حالة استعداد دائم للخطر دون راحة، تبدأ المشكلات الصحية بالظهور تدريجياً من ضعف المناعة إلى اضطرابات النوم ومشاكل القلب".

وبين أن من أبرز العلامات التي قد تشير إلى التوتر المزمن "الإرهاق المستمر، صعوبة النوم، العصبية الزائدة، ضعف التركيز، وآلام الرقبة والظهر"، مضيفاً : " قد يظن البعض أنها أعراض بسيطة أو مؤقتة، لكنها في الحقيقة إشارات مبكرة على أن الجسم يعيش حالة توتر مستمرة".

وأشار إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة لهذا النوع من التوتر، موضحاً أن "القياديين، والآباء والأمهات، والأطباء، والمعلمين يعيشون ضغوطاً يومية عالية تجعلهم أكثر عرضة للقلق المزمن"، كما نبه إلى أهمية الدعم الاجتماعي، قائلاً :"الحديث مع الأصدقاء والعائلة ليس رفاهية، بل حاجة نفسية تقلل من الضغط وتساعد على التوازن العاطفي ".

وللوقاية من ذلك، شدد العنزي على أهمية تبني نمط حياة متوازن، قائلاً: "الرياضة المنتظمة من أقوى الوسائل لتقليل الكورتيزول وتحفيز هرمونات السعادة مثل الإندورفين"، وأكمل "التأمل، والتنفس العميق، والمحافظة على جدول نوم صحي، والتقليل من الكافيين والسكريات عوامل تساعد على تهدئة الذهن واستعادة التوازن النفسي".

وأوضح العنزي أن الحالة تصبح مرضية عندما تستمر الأعراض أكثر من شهرين دون تحسن رغم تعديل نمط الحياة، مؤكداً: "عندما يبدأ التوتر بالتأثير على الأداء في العمل أو العلاقات الشخصية، أو تظهر أعراض الاكتئاب والقلق، هنا يجب مراجعة المختص فوراً".

وفي ختام حديثه، وجه رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلاً: "الثمرة لا تقع بعيداً عن الشجرة، فإذا كان الأب أو الأم يعيش توتراً دائماً، سينتقل هذا الشعور إلى أطفالهم دون وعي"، "الطفل يتعلم من بيئته العاطفية قبل الكلمات، فإذا كانت مشحونة بالقلق، فسيرى العالم مكاناً مهدداً لا آمناً"، مضيفاً "من المهم أن يعمل الأهل على تهدئة أنفسهم قبل محاولة تهدئة أبنائهم، لأن السلام النفسي في المنزل يبدأ من الوالدين".