
عزنا بمملكتنا...عزنا بطبعنا
من أقوال سيدي عراب الرؤية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - عن الوطن: (لسنا قلقون على مستقبل المملكة، بل نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، قادرون على أن نصنعه – بعون الله – بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها، لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام).
قيادتنا لا تطلب منا الاحتفال ليوم واحد، بل تطلب منا أن نكون كل يوم هو "يوم وطني"، في العطاء، وفي الإتقان، وفي حماية ودعم الإنجاز والبناء، فالعز الذي ننعم به اليوم لم يكن هدية مجانية، بل نتائج كفاح البذل، وأعمار أُفنيت، وأحلام نُسجت، واليوم الوطني 95، هو دعوة لنكون امتدادًا لذلك الإنجاز.
قال الشاعر للوطن:
الله الأول وعزك يالوطن ثاني ... لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعه
حنا جنود الحرس للقايد الباني ... رمحه ودرعه وكف الشيخ وذراعه
المملكة العربية السعودية ليست مجرّد دولة في الخريطة، بل فكرة ورسالة وراية عز ترفرف عالية.
احتفالنا باليوم الوطني، ليس لنقف عند الماضي وحدة، رغم عظمته؛ بل ننظر كيف تحوّل ذلك الماضي إلى همةً تدفعنا نحو المستقبل، وتوحيد المملكة كان أعظم مشروع وطني في القرن العشرين، لكنه لم يُكتب كحكاية للتاريخ فقط، بل كمنهج ليستدام والدائم وجه الله سبحانه وتعالى، كل جيل يُكمل البناء، ويضيف لبنة جديدة في صرح الوطن.
السعودية …95هوية تصنع الفرق
في وقتنا الحالي تتشابه فيها الدول وتتشابك فيها السياسات، ولكن تبقى مملكتنا الغالية مختلفة، ليست لأنها أكبر جغرافيًا أو أقوى اقتصاديًا، بل لأنها تحمل هوية واضحة، قِوامها القيم الإسلامية، والولاء لقيادة ملهمة، وشعب يُدرك أن العزة لا تُعطى، بل تُصنع وتكتمل بالعمل والإيمان، واليوم الوطني بهذا المعنى ليس مناسبة عاطفية، بل إعلان لامتداد هوية ومسؤولية، وامتحان للوفاء والجدية.
هل نحن على قدر هذا الإرث؟ وهل نُقدّم لأجيالنا القادمة ما يليق باسم المملكة العربية السعودية؟
وطن المستقبل… بين الرؤية والحلم
السعودية اليوم لم تعد مجرّد وطن لأبنائها، بل أصبحت مركزًا عالميًا للقرارات، وللأفكار، والإبداع رؤية 2030، لم تُكتب كخطة اقتصادية فقط، بل كبيان إنساني، وتكتمل في المواطن السعودي، بأنه قادر على أن يكون منافسًا عالميًا.
نحتفل بيومنا الوطني 95، نحو نافذة نطل منها على مستقبل يزدهر بالتقنية، والاستدامة، والابتكار، بالمواطن السعودي رافعًا رأسه عاليًا لأنه يعرف أن عزّ وطنه من عزّه.
عزّنا بمملكتنا… عهد متجدد
مرت العقود، وتحوّلت المملكة من صحراء صامتة إلى دولة يُسمع صوتها في كل قارة، من بئر ماء في قلب نجد إلى آبار نفط غيّرت وجه العالم، وتحوّل البقاء إلى قيادة، والإصرار إلى ريادة.
اليوم ونحن في العام الخامس والتسعين، لم تعد المملكة العربية السعودية تحكي قصتها وحدها، بل صارت تُكتب في كتب الآخرين كقدوة، مشاريع لا تنام، مدن تُبنى وكأنها قادمة من المستقبل، رؤية حكيمة، تقود الوطن والمواطن السعودي ليكون منافسًا عالميًا، كل ذلك ليس حلمًا، بل واقعًا يولد كل صباح.
اليوم الوطني 95 ليس صفحة ختامية، بل فصلٌ جديد في رواية لا تنتهِ، ومضمونها عز لا يزول، وفخر لا ينطفئ، ورسالة تتوارثها الأجيال، وقصة أساسها قيادتنا وبأبناء هذا الوطنٍ لا تنتهِ، لأن كل جيل يكتب سطرًا جديدًا في رواية العز، وفي الخامس والتسعين نقولها بثبات: عزّنا بمملكتنا…عزّنا بطبعنا.