
عندما يتحول السوق إلى شاطئ!.. الشورت بين العوائل ظاهرة تحتاج وقفة
الأسواق في مجتمعنا لم تعد مجرد أماكن للتسوق، بل غدت متنفسًا ومتنزهًا للعوائل، يجتمع فيها الكبير والصغير، الرجل والمرأة. غير أنّ ما نشهده مؤخرًا من بعض الممارسات غير اللائقة يثير الاستغراب والاستياء، خصوصًا حين يتجول بعض الشباب في الأسواق بارتداء الشورت القصير الذي يكشف الفخذين والساقين، في مشهد يفتقد إلى الذوق العام ويتنافى مع قيم الحشمة التي تربّت عليها مجتمعاتنا.
ليس الحديث هنا عن حرية شخصية بقدر ما هو عن احترام الذوق العام ومراعاة حرمة الأماكن العامة التي تضم العائلات. فلكل مكان لباسه المناسب، وما يقبل على الشواطئ أو داخل نطاق رياضي لا يقبل أن يُعرض أمام العوائل في مجمع تجاري أو سوق عام.
المشكلة أنّ هذه الظاهرة آخذة بالانتشار، وقد صارت تثير حرجًا للكثير من الأسر، بل وتؤثر سلبًا في صورة مجتمعنا المحافظ الذي عُرف دائمًا بالاعتدال والاحترام.
إننا بحاجة إلى وقفة حقيقية تبدأ من الوعي الفردي للشباب أنفسهم، وتمر عبر دور الأسرة في التوجيه، وتُعزز بتطبيق أنظمة الذوق العام التي وُضعت لصيانة المجتمع من المظاهر غير المناسبة.
الحرية مسؤولية، والذوق العام مقياس لرقي أي مجتمع. وما نرجوه أن نرى أسواقنا ومجمعاتنا مكانًا يحفظ الاحترام ويعكس حضارة مجتمعنا، لا ساحة لمظاهر دخيلة قد تجر وراءها ما لا تُحمد عقباه