كشف سر الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة دقيقة

أميرة خالد
أجريت تجربة بحثية في مختبر جامعة الجنوب الغربي في تشونغتشينغ بالصين، استمع المشاركون في الدراسة إلى أنواع أدبية مختلفة - الجريمة الحقيقية، والرومانسية، والرعب، والخيال - أثناء وجودهم داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
ووجه سؤالهم حول النقاط الرئيسية في الحبكة وتفاصيل خلفية تبدو غير ذات صلة.
ثم جاءت المفاجأة: كان عليهم التوصل إلى نهاية بديلة للقصة التي سمعوها للتو. ثم قيّم خبراء هذه النهايات من حيث الإبداع والأصالة حيث جاءت أكثر الإجابات إبداعاً من الذين تذكروا تفاصيل ثانوية من السرد.
وأثناء جلسات الاستماع بين تصوير الرنين المغناطيسي نشاط مناطق محددة في الدماغ، وخاصةً الحصين، وهو منطقة على شكل فرس البحر، تعرف بتخزين الذكريات العرضية.
ولا يساعد هذا الجزء من الدماغ على تذكر أعياد الميلاد أو المحادثات القديمة فحسب، بل يربط أيضاً الأحداث والأماكن والأشخاص في قصة مترابطة.
وتشير الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس أدفانسز" إلى أن هذه القدرة قد تلعب دوراً في مساعدة الناس على ربط الأفكار غير المترابطة، وهو عنصر أساسي في الإبداع.
كما أظهر هؤلاء المشاركون المبدعون نشاطاً فيما يطلق عليه العلماء "شبكة الوضع الافتراضي"، وهي جزء من الدماغ ينشط عندما نحلم، أو ننام، أو نتخيل سيناريوهات جديدة.
فيما يحذّر العلماء من التسرع في ادعاء الإبداع، فبرأيهم هذه الدراسة ليست سوى جزء واحد من اللغز، ويعني هذا الجزء أن الشخص الذي يتمتع بقدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة لديه خيال غير عادي.